يقيم كلود لوفور، مثله مثل
مارسيل غوشي، تمييزا دالا بين المجتمعات 'التاريخية'، والمجتمعات التي 'لا تاريخ
لها'. ما يميز المجتمعات التاريخية هو أن علاقتها بمعناها علاقة إشكالية. فهي
مجتمعات لها تاريخ لأن معناها ليس أمرا معطى سلفا من خلال المتعالي (سواء أكان هذا
المتعالي لاهوتا أم أجدادا ماتوا واستمر تأثيرهم أم غير ذلك). إنها بعبارة أوضح مجتمعات تُلفي
نفسها مدفوعة دفعا إلى أن تبحث هي بنفسها عن المبادئ التي من شأنها أن توجهها
وتتحكم في تنظيمها من حيث إنها مجتمعات. وهذا هو ما يميزها تحديدا من المجتمعات
التي لا تاريخ لها. المجتمع الذي لا تاريخ له هو المجتمع المطمئن إلى معناه
الموهوم، أي المجتمع الذي لا يتساءل أبدا عن المبادئ التي تولده؛ إنه لا يتساءل عن
ذلك، لكونه يظن في نفسه أن حاله اليوم كحاله في الماضي، ويظن أنه سيظل على حاله
تلك في المستقبل أيضا..
كلود لوفور |