21‏/01‏/2007

الكلام الأصيل


يقول ميرلو- بونتي

"إن الكلام الأصيل والكتاب العمدة يؤسسان معناهما ويفرضانه فرضا. إنهما، بمعنى من المعاني، يحملان دلالتهما فيهما. وفعل التعبير الأصيل ينبغي أن يدفع المتكلم أو الكاتب دفعا إلى أن يتخطى هو نفسُه ما كان يفكر فيه قبل الشروع في الكلام أو الكتابة، وأن يعثر فيما قال أو كتب على أكثر مما يظن أنه وضع فيه. ومن دون هذا ما كنا لنرى المبدع، حتى ذلكم الذي يحيا في عزلة قاسية، يتخير العبارات وينتقيها بحيطة وحذر شديدين… فاللغة من حيث إنها أمر معطى سلفا، لا تلعب من دور في عملية التعبير إلا ما تلعبه الألوان في الصباغة… فاللوحة بالنسبة إلى الفنان، والكلام بالنسبة إلى المتكلم، لا يكتفيان بإبراز فكرة كانت مبنية سلفا، بل يخلقانها خلقا. لذلك وجب التمييز بين كلام ثانوي يترجم فكرة مبنية سلفا، وكلام أصلي لا يجعل الفكرة توجد بالنسبة إلى الغير فحسب، بل بالنسبة إلى مبدعها أيضا"ً ص:445-446 .

يقول أيضا:

"إن الكلام هو الفعل الذي يخلد به الفكر نفسه في الحقيقة" ص:445.


Merleau-Ponty, M (1976) Phénoménologie de la perception. Gallimard. Tel. Paris.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق