04‏/05‏/2007

مراجعة كتاب الوطنية والسلفية الجديدة بالمغرب


صورة الغلاف


صدر للصديق الأستاذ عثمان أشقرا قبل أيام عن دار النشر اتصالات سبو كتاب جديد بعنوان الوطنية والسلفية الجديدة بالمغرب (2007)، أهداني نسخة منه. وقد واصل الأستاذ أشقرا في هذا الكتاب حفرياته في أصول نشأة مفهوم الوطنية في المغرب وما أحاط بهذه النشأة من ملابسات سياسة وثقافية ودينية واجتماعية؛ وهي حفريات كان قد بدأها أشقرا في كتبه الثلاثة السابقة:

في سوسيولوجيا الفكر المغربي الحديث (منشورات عيون، الدار البيضاء 1990 )؛

المتن الغائب: دراسة في الفكر المغربي الحديث (منشورات شراع 1998)؛

في الفكر الوطني المغربي (منشورات المعرفة للجميع 2000).

يقع كتاب الوطنية والسلفية الجديدة بالمغرب في 269 صفحة من الحجم الكبير. ويضم مدخلا عاما، وثلاثة أقسام، وبيبليوغرافيا. يناقش المدخل الأطر النظرية والمنهجية العامة التي عالج الباحث ضمنها مفهوم الوطنية. وتركز الأقسام الثلاثة بفصولها الثمانية على الإشكالات الآتية:

القسم الأول: معطيات السيطرة الاستعمارية بالمغرب من 1930 إلى 1956.

القسم الثاني: الحركة الوطنية المغربية (1930- 1956).

القسم الثالث: الفكر الوطني بالمغرب من 1930 إلى 1956 (المضمون والخطاب).

يقول الباحث:

"في مدخل هذه الدراسة حددنا الإطار النظري والمنهجي للبحث في موضوع الفكر الوطني بالمغرب من 1930 إلى 1956 بأنه حصرا، إطار البحث في إيديولوجيا التحرر الوطني وبناء الدولة الوطنية. وعليه تتقدم رسالتنا هذه باعتبارها تطرح نوعا من التحليل السوسيولوجي لمضمون وخطاب الفكر الوطني المغربي في الفترة التاريخية المعنية، وانطلاقا من متن محدد. والتحليل السوسيولوجي المعني هنا تمحور أساسا حول ما يلي: إبراز واقعة الارتباط بين ما حددناه كـ "وضعية استعمارية"، من جهة، ومضمون وخطاب الفكر الوطني المغربي في جانب هيمنة "السلفية" عليه، من جهة أخرى [...] "السلفية" هنا هي بالتدقيق "مخيال إيديولوجي" يحيل بالأساس على تلك الشبكات الكبرى والصغرى من عناصر التفكير والتصور والسلوك والأفعال وردود الأفعال غير الواعية أصلا، والتي يشكل مجموعها البنيات العميقة لما هو "مفكر به" وما هو "معقول". بتعبير آخر: إن "السلفية" التي نسجل هنا هيمنتها على الفكر الوطني المغربي هي أساسا ما يمكن التعبير عنه بالنتاج المخيالي لوضعية تاريخية ومجتمعية قائمة الذات (= الوضعية الاستعمارية )...." (ص: 240).
والكتاب على الرغم من تناوله الفترة الممتدة من 1930 إلى 1956، يلقي أضواء كاشفة على قضايا من صميم ما يعيشه المغرب المعاصر، خصوصا بعد ظهور ما أصبح يسمى بـ "السلفية الجهادية" الموصولة بالإرهاب. ستتاح لنا الفرصة مستقبلا للعودة إلى هذا الكتاب الهام للتوسع في عرض قضاياه ومناقشتها ببعض التفصيل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق