حين عرض الأخوان لوميير (أوغيست، ولوي) شريطهما السينمائي وصول القطار إلى المحطة (محطة سيوطا) سنة 1895، كانت ردات فعل الجمهور (ثلاثة وثلاثون فردا) الذي حضر العرض مؤشرا دالا على القوة التي يتميز بها المرئي. ذُهل المتفرجون واستبد بهم الخوف حين شاهدوا الصور تتحرك مسرعة.. ارتعدوا وأمسك بعضهم ببعض خوفا من أن يندفع القطار من قلب الشاشة نحوهم ويدوسهم... كان من المستحيل عليهم أن يقتنعوا بأن القطار غير موجود. لقد شكلت هذه اللحظة في التاريخ الثقافي نقطة التحول الرئيسة في القدرات الإدراكية لجماهير الثقافة الشعبية. كانت هذه اللحظة إيذانا بدخولنا عصرا نستطيع فيه أن نحدث هيستيريا جماعية مقصودة عن طريق تقنيات التواصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق