08‏/03‏/2012

ديريدا والخطيبي

يقول ديريدا موجها كلامه إلى عبد الكبير الخطيبي:

عزيزي عبد الكبير إنني كما ترى أعتبر نفسي هنا فرنسيا مغاربيا أكثر منك، بل إنني أرى في نفسي الفرنسي المغاربي الوحيد الموجود هنا. وإذا كنت مخطئا أو مبالغا أو متعجرفا فإنني على يقين من أن أحدا بإمكانه أن يكذبني. سأعمد إلى شرح ما أقصد أو سأجتهد في التماس ما أمكنني من المسوغات لما أدعيه. لننظر حولنا ولنعمد إلى التصنيف والتقسيم متوسلين بالمجموعات.

أ_ يوجد بيننا فرنسيون ناطقون بالفرنسية ليسوا مغاربيين، فرنسيون أقحاح ، إذا شئتم الاختصار، مواطنون فرنسيون جاؤوا من فرنسا.

ب – يوجد بيننا أيضا ناطقون بالفرنسية لا هم بالفرنسيين ولا هم بالمغاربيين. أقصد هنا السويسريين أو الكنديين أو البلجيكيين أو الأفارقة القادمين من بلدان وسط إفريقيا المختلفة.

ج ـ ويوجد بيننا أخيرا مغاربيون ناطقون بالفرنسية، ليسوا ولم يسبق لهم أن كانوا فرنسيين، أعني أنهم ليسوا مواطنين فرنسيين، كحالك أنت مثلا، أو حال المغاربة الآخرين أو التونسيين.

إذا ألا ترى أنني لا أنتمي إلى أي من هذه المجموعات التي أتيت على تحديدها بوضوح؟ 'هويتي' لا تندرج في أي صنف من هذه الأصناف. أين سأضع نفسي؟ وما التصنيف الذي ينبغي اصطناعه؟

افتراضي الذي أصدر عنه هو أنني هنا الوحيد الذي أستطيع أن أدعي في الوقت ذاته أنني مغاربي (وهذا لا صلة له بالمواطنة) ومواطن فرنسي. أنا الإثنان معا. أو أنا الإثنان بالولادة.


*-Jacques Derrida. Le monolinguisme de l'autre. Éditions Galilée, 1996.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق