19‏/09‏/2012

الفِطْرية



يقول محمد علي خالدي (2001: 193):

"لا يمكن أن نكتفي في وصف الحالة الذهنية الفطرية بقولنا إنها تلكم الحالة التي وجدت لدى العارف عند الولادة، لأن الكل يعرف أن عددا من الحالات الفطرية يكشف عن نفسه بعد الولادة بوقت. كما أن الحالات الفطرية لا يمكن استخلاصها من جينات الإنسان، لأن من المشكوك فيه أن نستطيع استخلاص شيء بعينه من الجينات مباشرة، خصوصا إذا كان هذا الشيء قدرة معرفية (أو عرفانية) معقدة أو حالة ذهنية ذات محتوى. بل إننا لا نستطيع أن نميز الحالة الذهنية الفطرية من غيرها بقولنا إنها 'باطنية'، لأن صفة الباطنية تصدق بمعنى من المعاني على الحالات الذهنية كلها. كيف باستطاعتنا إذن أن نخصص الحالات الذهنية الفطرية؟ المسعى الواعد أكثر من غيره هو الرصد الاستعدادي، أي الرصد الذي يقضي بأن الحالة الذهنية تكون فطرية إذا كان ظهورها ناتجا عن تنبيه مُفْقر من المحيط. فالحالة الذهنية أو القدرة المعرفية المخصوصة التي تكون فطرية هي القدرة التي يمكن للمحيط أن يزندها. وكلما كان الزند ضعيفا كلما كانت الحالة فطرية. فإذا كان محتوى الخَرْج يتخطى بوضوح محتوى الدَّخْل، صح أن نقول عن العارف إنه هو الذي يخلق التوازن. وإذا لم يكن في تاريخ الشخص التطوري ما يمكنه من رصد الباقي الذي يتضمنه الخرج، تعين على الموهبة المعرفية أن تتضمن طيها مكونا فطريا"...

محمد على خالدي


Khalidi, M. A. (2001) « Innateness and Domain Specificity ». Philosophical Studies 105: 191–210.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق