15‏/04‏/2013

الحدث وتحققه


يميز ديريدا بين التحقق المُعَين، هنا والآن، للإمضاء أو التوقيع وبين قَبول التكرار الخالص للحدث الخالص الذي هو التوقيع. فهناك 'الحدث الخالص الذي يقبل التكرار الخالص' الذي هو التوقيع؛ وهذا الحدث الخالص هو الذي يقع تَكراره كل مرة بإيقاعه على الأوراق ويتكرر تَعَرُّفه من آخرين في المناسبات المختلفة. لكن الحدث الخالص الذي هو التوقيع لا يقبل الرد إلى أي تحقق من تحققاته في هذه المناسبات المختلفة (يستدل ديريدا بهذا المثال على العلاقة القائمة بين أزواج أخرى أهمها العلاقة القائمة بين العدالة والقانون. فعلى الرغم من أن القانون يُسَن لتحقيق العدالة، فإن هذه الأخيرة لا تقبل الرد (الاختزال) إليه. وامتناع الرد هنا هو الذي يسوغ المطالبة بمراجعة القانون وتعديله. القانون عند ديريدا يقبل التفكيك، أما العدالة فلا تقبله !).





دولوز وغاتاري يميزان أيضا، على نحو يشبه من وجوه ما ذهب إليه ديريدا، بين الأحداث التاريخية التي تكون مجسدة في أجسام وأوضاع ومَحال وبين الأحداث الخالصة التي لا تتحقق إلا بكيفية ناقصة في الزمن الخطي للتاريخ. ما يمسك به التاريخ في نظرهما من الحدث هو تحققه في الأوضاع أو في التجارب المعيشة؛ أما الحدث في صيرورته، واتساقه الخاص، ومفهوم عرضه الفريد لذاته، فينفلت انفلاتا من التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق