22‏/01‏/2014

الطبيعة والحضارة أو الخارج والداخل



يقول هارت ونيغري: "في المرور من الحديث إلى ما بعد الحديث، ومن الإمبريالية إلى الإمبراطورية، قل بالتدريج التمييز بين الداخل والخارج".

 

ويشرحان الفكرة قائليْن:

 

"... فالسيادة بمدلولها الحديث جرى تصورها استنادا إلى تراب (حقيقي أو مُتخيَّل) وإلى صلة هذا التراب بخارجه. المفكرون الاجتماعيون منذ مطلع العصر الحديث فهموا، من هوبز إلى روسو، النظام المدني من حيث إنه فضاء محصور وداخلي يتعارض أو يتنافى مع النظام الخارجي للطبيعة. وعلى نحو مماثل فهم منظرو علم النفس الحديث الدوافعَ والعواطف والغرائز واللاشعور على نحو استعاري باستعمال حدود فضائية تجعلها ضربا من الخارج قائما في قلب الذهن البشري، أي نوعا من استمرار الطبيعة الدفين فينا. وهنا تقوم سيادة الذات وتنهض على العلاقة الجدلية القائمة بين نظام الدوافع والغرائز الطبيعي والنظام المدني المتمثل في العقل أو الشعور. وأخيرا تشير الخطابات المتنوعة التي أنتجتها الأنثروبولوجية الحديثة عن المجتمعات البدائية إلى الخارج الذي يحدد تخوم العالم المدني. لقد كان مسلسل التحديث في هذه السياقات المختلفة ضربا من تحويل الخارج إلى داخل، أي ضربا من إخضاع الطبيعة إلى الحضارة".

 

"... ما بعد التحديث، كما يقول فريدريك جيمسون، هو ما نحصل عليه عندما يكتمل مسلسل التحديث وتفنى الطبيعة تماما".

 

Empire / Michael Hardt and Antonio Negri. Harvard University Press. 2000, p. 187.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق