يقول
الراحل لاكلو (E.
Laclau) متحدثا عن أصول نظريته السياسية:
"أعتقد ابتداءً أننا في حاجة إلى نوع من التأليف بين ما يمكن أن أسميه فروعا متنوعة أو أنماطا متنوعة من النظرية ما بعد البنيويةـ لا يقف الأمر عند ما بعد البنيوية فحسب: المقاربة الفتجنشتاينية تعد هي أيضا مفيدة في هذا الباب. النزعة التفكيكية تمنحنا خطابا يسمح بتعميق منطق امتناع البت (logic of undecidability) الذي أمسى مركزيا كما أشرت أعلاه. النظرية اللاكانية من جانبها تزودنا بخطاب يتناول منطق الفقد (lack)، ومنطق الدّالِّ، الذي يعد بدوره خطابا على درجة من الأهمية عالية. وأعترض بشدة على المحاولات التي تتسرع في إحداث تقابل بين النزعة التفكيكية والنظرية اللاكانية. الاثنتان تقبلان التأليف بينهما بطرق مختلفة تكون منتجة. وأعتقد أن بإمكان التصور الشامل لميكروفيزياء السلطة أن ينضم هو أيضا إلى هذه الجهود ويتكامل معها. وينبغي ألا نقلل من قيمة أعمال فوكو (وأعمال دولوز وغاتاري أيضا) وألا نتعامل معها بخفة كما يفعل بعض الناس. وهكذا نحصل على خطاب معقد ومركب يؤلف بين تقاليد فكرية تنطلق من مشارب ومنطلقات مختلفة لكنها تلتقي كلها وتتقاطع في مجال التحليل السياسي".
*- نص استشهدتُ به في مقالي 'ما بعد الماركسية' ضمن كتاب (خطابات الـ 'ما بعد'). إشراف د.علي عبود المحمداوي. منشورات ضفاف، الاختلاف، دار الأمان. 2013/ الهامش 2، ص: 81-82.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق