27‏/12‏/2020

سلافوي جيجيك واليسار الأكاديمي

 


يمعن سلافوي جيجيك في استفزاز كثير من المنظرين الجذريين الذين يدعون معارضة الرأسمالية من قلب المجال الأكاديمي، ويتهمهم بأنهم متواطئون مع الإجماع 'ما بعد الإيديولوجي' الذي يلقي بظلاله على هذه الحقبة. وعلى الرغم من أن اليمين يزعم باستمرار أن الثقافة المعادية للغرب التي ينتجها تيار ما بعد الحداثة داخل الجامعات هي المسؤولة عن التدهور الذي يعرفه الغرب، يعتقد جيجيك أن الدوائر الفكرية التي تتصور نفسها أنها 'جذرية' لا تعارض في العمق النظام المعولم الجديد على الإطلاق بل تتواطأ معه. وهكذا يتفق جيجيك مع النقاد اليمينيين على أن هناك إجماعا 'ما بعد حداثي' أو 'ما بعد بنيوي' في العلوم الإنسانية الغربية تشكل واستوى بعد السبعينات، لكنه لا يتردد في وصف هذا الإجماع بأنه موسوم بما يسمى 'الاستقامة السياسية'، أي أنه إجماع لا يزعج إجماع العولمة الرأسمالية بل يتلاءم معه حتى وهو يبدي في الظاهر معارضته والتصدي له. فجيجيك يتفق مع اليمين في أن هناك إجماعا ما بعد حداثي، لكنه يختلف مع هذا اليمين في اعتبار هذا الإجماع ما بعد الحداثي إجماعا جذريا من الناحية السياسية. لا يبدو هذا الإجماع جذريا في رأيه إلا من منظور هذا اليمين الثقافي المحافظ.


*- نقده هذا يتجه في المقام الأول إلى الراحل لاكلاو وإلى باتلر أيضا، وفي المقام الثاني إلى آخرين كثر. لقد جر عليه هذا النقد حرمانه من النشر في المجلات، بل حتى الصحف، اليسارية. لم يعد ينشر إلا على مواقع في الإنترنت. بعض المجلات تنشر بعض مقالاته على مواقعها، لكنها ترفض نشرها في صيغها الورقية..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق