يقول عبد الله
العروي:
عبد الله العروي |
"لم أكن
مع ذلك أتمنى أن تغيب هذه الماركسية الإيديلوجية عن الساحة الثقافية. لقد اكتفيت
فقط بالإلحاح على نقطة واحدة هي أن الماركسية لن تساعد على تطوير الذهنيات ولن
تصبح البتة عاملا فاعلا في تحريك التغيير الثقافي إذا ظل الناس يعرضونها ويفهمونها
بوصفها إيديلوجية جديدة تقدم مجموعة من الأجوبة الساكنة عن سلسلة من الأسئلة
المفصولة فصلا عن سياقها التاريخي المضبوط. ففي هذه الحالة، يكون الناس قد
استبدلوا بالكلاميات التقليدية كلاميات لها مظهر حديث، يعيشون الماركسية ويجربونها
كدين سياسي ويستعملون التراسيم الفكرية نفسها مستبدلين بالأسماء المحلية
أسماء أخرى أجنبية لا أقل من ذلك ولا أكثر. إن الماركسية فيما أزعم ظهرت لتحرير
ذهن الأفراد، لكن ذلك التحرير يتوقف على شرط رئيس هو أن تُفهم الماركسية من حيث إنها
نقد، أي من حيث إنها قبول/ مجاوزة لليبرالية. وإذا حصل أن ضاع هذا الشرط تحولت
الماركسية عن كونها وسيلة للتقدم وصارت وسيلة للتأخر".
Abdallah
Laroui (1997)
Islamisme, Modernisme, Liberalisme. Casablanca.
Centre Culturel Arabe, p. 130- 131
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق