18‏/11‏/2014

الصحافة والتحريف



عرضت محطة شيكاغو التليفزيونية (WBBM) في 30 يونيو 2011 تقريرا عن إطلاق نار على مراهقيْن وقع في إحدى الحدائق بضواحي شيكاغو. في ثنايا هذا التقرير بثت القناة حوارا قصيرا أجراه مراسلها الصحفي مع طفل أمريكي من أصل إفريقي يبلغ من العمر أربع سنوات كان بالمصادفة مارا بالشارع لاستطلاع رأيه في ما جرى. وجاء الحوار الذي بُث على الهواء على النحو الآتي بالحرف:

الطفل: 'أنا لا أخشى شيئا !'
المراسل: 'عندما ستكبر هل ستنأى بنفسك عن استعمال مثل هذه الأسلحة؟'
الطفل: 'لا.'
المراسل: 'تقول لا ! ماذا ستفعل إذن عندما ستكبر؟'
الطفل: 'سأعمد إلى اقتناء سلاح ! '

معظم الناس سيستنتجون من كلام الطفل كما بُث على الهواء أن الأمريكيين من أصل إفريقي قتلة بالوراثة.
 بعد هذا الذي جرى تمكن فريق من الباحثين من معهد ماينارد، الذي يعنى بالتربية الصحافية، التابع لجامعة نورثويسترن من الحصول على النسخة الكاملة التي تتضمن الحوار الذي أجراه المراسل مع الطفل، فاكتشفوا مقدار التلاعب والتحريف الذي لحق الحوار. الحوار الأصلي كاملا كان على النحو الآتي:

المراسل: 'أنت يا ولد، لست خائفا من شيء !غريب ! عندما ستكبر هل ستنأى بنفسك عن استعمال مثل هذه الأسلحة؟'
الطفل: 'لا.'
المراسل: 'تقول لا ! ماذا ستفعل إذن عندما ستكبر؟'
الطفل: 'سأعمد إلى اقتناء سلاح ! '
المراسل: 'أنت؟ لماذا ستبادر إلى اقتناء سلاح؟"
الطفل: ' لأنني سأصير شرطيا!  '
المراسل: 'حسنا، يمكنك في هذه الحالة أن تكون صاحب سلاح'.



مختصر من كتاب:

Everyday Bias: Identifying and Navigating Unconscious Judgments in Our Daily Lives, by Howard J. Ross. Rowman & Littlefield Publishers (2014), p. 86-87.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق