ي. هابرماس
ما العيب في نظرية
أفعال الكلام التي يعرضها هابرماس؟ العيب فيها هو أنها على الرغم من كونها نظرية
عن التواصل نلفيها تصد كل إمكان لقيام تواصل حقيقي في الأوضاع الواقعية. إنها كذلك
لكونها لا تسمح بقيام تفاهم حقيقي بين المتكلم والمخاطب قبل الوصول إلى اتفاق
عقلاني بينهما. وهذا أمر معيب سبق أن علق عليه سورل ونفى أن يكون الحال على نحو ما
يذهب إليه هابرماس. يقول سورل: "لا يمكننا أن نحلل المعنى والتواصل وأفعال
الكلام استنادا إلى بلوغ الاتفاق؛ لأننا لا نستطيع أن نتفق على شيء قبل أن نفهم
الفعل الكلامي الدال في تواصل ناجح،. فقبل أن يحصل هذا لا نكون أمام شيء بعينه
يستدعي منا أن نتفق عليه، وليس هناك من طريق أمامنا لتحديد مضمون الاتفاق. فإذا
قلت لك على سبيل المثال "لقد قام بوش [يقصد الأب] بعمل ممتاز"، فإنك قبل
أن تتفق معي أو تختلف يتعين عليك أن تفهمني. يتعين علي أن أنجح في إبلاغ المعنى
بفعلي الكلامي الذي أنجزته قبل أن تثار مسألة الاتفاق. السعي في الوصول إلى
الاتفاق لا يمكن أن يبني المعنى والفهم والتواصل...الخ لأن الاتفاق يستلزم هذه
الظواهر كلها".
جون. ر. سورل
ما يلفت إليه الانتباه
سورل هنا هو أن الصلاحية التي يعول عليها هابرماس ليست مفهوما قاعديا، أي لا يمكن
رفعه إلى الأوائل في النظرية. الصلاحية بعبارة أخرى لا يمكن أن نشرع في الحديث
عنها إلا بعد أن نكون قد حصلنا الفهم بالقضية التي نتواصل حولها...
انظر:
Ze'ev Emmerich
(2006) “Toward a Needs-Based Conception of
Intersubjectivity”. South African Journal
of Philosophy. 2006, 25 (3).