يرى سمير أمين (2011: 18) أن الإخوان المسلميين ليسوا "معتدلين" إلا بمعنى مزدوج: لأنهم أولا يرفضون تقديم أي نوع من البرنامج الاقتصادي والاجتماعي، وهذا يعني أنهم يقبلون طوعا ودون أدنى مساءلة السياسات النيوليبرالية، ولأنهم ثانيا يقبلون عمليا المراقبة التي تفرضها الولايات المتحدة على المنطقة وعلى العالم. إنهم يمثلون من هذه الناحية حلفاء مفيدين للولايات المتحدة (وهل لهذه الأخيرة حليف آخر أقوى من السعودية راعيةِ الإسلاميين؟) يكشفون عن "مؤهلات وأوراق اعتماد ديمقراطية".
غير أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تصرح بأن هدفها الاستراتيجي هو إقامة أنظمة "إسلامية" في المنطقة. إنها على العكس من ذلك تماما مدفوعة كرها إلى الادعاء بأنها "متخوفة مما يجري". وهذا الادعاء هو الذي من شأنه أن يُبقي على شرعية "حربها المتواصلة على الإرهاب" التي لا تروم الولايات المتحدة من ورائها في واقع الأمر إلا فرضَ هيمنتها وإحكام سيطرتها على الكوكب كله حتى تضمن للثلاثي أمريكا-أوروبا-اليابان الولوج الحصري إلى موارده. الفائدة الأخرى التي تجنيها الولايات المتحدة من هذا الموقف المنافق هي أنها تستطيع أن تعبئ وتذكي المظاهر المعادية للإسلام في الرأي العام الغربي.
Amin Samir “An Arab Springtime?”. Monthly Review An Independent Socialist Magazine, Oct 2011, Vol. 63 Issue 5, pp.8-28, p.18