إن تصور ديكارت يرسم علاقة الذهن بالبدن كما لو أنها
علاقة بين قزم أو إنسان مصغر من جهة، وآلة أو أداة من جهة أخرى. ويضرب هذا التصور
بجذوره في خيالات القرون الوسطى. إنه يذكرنا ببعض اللوحات التي رسمها فنانو القرون
الوسطى في الكنائس للتعبير عن موت مريم العذراء. فالناظر في تلكم اللوحات يرى صورة
مريم العذراء في حجمها الطبيعي فاتحة فمها، ويرى مريما عذراء أخرى مثلها في الشبه
تماما، لكنها صغيرة الحجم والقد، تهم بالخروج من فم الكبرى متجهة إلى مكان ما صوب
الأعالي. تصور ديكارت يسترجع هذه الخيالات التي جسدها الفنانون رسما على الألواح.
إنه تصور يندرج ضمن ما يسمى بالمغالطة القزمية (The
homunculus fallacy)، أي ضمن الإطار الذي يقضي بتفسير
التجربة والسلوك البشريين بتقدير إنسان قزم في قلب الإنسان العادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق