"تفعل
أفعال الكلام الإنجازية ما تقوله في لحظة النطق بها. فهي لا تعد أفعالا عُرفية
فحسب، بل تعد أفعالا 'طقسية أو شعائرية' أيضا كما عبر عن ذلك أوستين (Austin). إنها تفعل فعلها بمقتضى
الصورة الطقسية أو الشعائرية التي تكتسيها. تَكرارها في الزمان يجعلها تحتفظ
لنفسها بفسحة عمل لا تقتصر على لحظة النطق بها ذاتها. فعل الكلام الإنجازي
يفعل فعله إذن في لحظة النطق به؛ لكن بما أن لحظة النطق به هذه تندرج ضمن طقس، فإنها لا
تكون لهذا السبب لحظةً غُفلاً معزولة أو متفردة. اللحظة حين تكون مدرجة في طقس أو
جزءا من شعيرة تكون عبارة عن تاريخية مكثفة (condensed historicity).
إنها تتخطى نفسها في اتجاهيْ الماضي والمستقبل، وأثر استدعاء السابق والآتي هو
الذي يشكل لحظة النطق ويفلت منها في الآن ذاته".
Judith
Butler (1997) Excitable Speech: A Politics of
the Performative. New York: Routledge, p. 3.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق