09‏/11‏/2012

عن الهوية والصراع



إن بناء الهويات أو إنشاءَها يستلزم إحداث فروق؛ فروقٍ غالبا ما يقع الاستناد فيها إلى تراتبية واقعية أو متخيلة تُميز وتُفاضل على سبيل المثال بين الصورة والمادة، بين الأبيض والأسود، بين الرجل والمرأة، بين النحن والهم..الخ. وعندما نهتدي إلى فهم الهوية أيا كان نوعها أو مجال انطباقها من حيث إنها شأن علاقي في المقام الرئيس، ونهتدي أيضا إلى أن إثبات الفروق والاختلافات هو الشرط المسبق لوجود كل هوية واستوائِها، فإننا نستطيع حينئذ أن نفهم دون عناء يذكر كيف أمكن للعلاقات الاجتماعية خاصةً أن تصبح مرتعا ملائما للمنازعة والصراع...

لوحة للفنان داروين ليون

06‏/11‏/2012

شعيرة فعل الكلام


"تفعل أفعال الكلام الإنجازية ما تقوله في لحظة النطق بها. فهي لا تعد أفعالا عُرفية فحسب، بل تعد أفعالا 'طقسية أو شعائرية' أيضا كما عبر عن ذلك أوستين (Austin). إنها تفعل فعلها بمقتضى الصورة الطقسية أو الشعائرية التي تكتسيها. تَكرارها في الزمان يجعلها تحتفظ لنفسها بفسحة عمل لا تقتصر على لحظة النطق بها ذاتها. فعل الكلام الإنجازي يفعل فعله إذن في لحظة النطق به؛ لكن بما أن لحظة النطق به هذه تندرج ضمن طقس، فإنها لا تكون لهذا السبب لحظةً غُفلاً معزولة أو متفردة. اللحظة حين تكون مدرجة في طقس أو جزءا من شعيرة تكون عبارة عن تاريخية مكثفة (condensed historicity). إنها تتخطى نفسها في اتجاهيْ الماضي والمستقبل، وأثر استدعاء السابق والآتي هو الذي يشكل لحظة النطق ويفلت منها في الآن ذاته".



Judith Butler (1997) Excitable Speech: A Politics of the Performative. New York: Routledge, p. 3.