25‏/08‏/2013

باديو والحقيقة

يقول باديو:

"إن لكل حقيقة كونية مصيرا متفردا. امتلاك هذه الحقيقة، حتى ولو كان ذلك من مسافة زمانية أو مكانية بعيدة، يتطلب أفضل معرفة ممكنة بتفرد تلك الحقيقة. لهذا كان التمكن من الكونية تمكنا من التفرد في المقام الأول؛ بحيث يتعين على المرء أن يعرف ما أمكن عما جرى، وعن الذي كان وراء هذه الحقيقة أو وراء إطلاق سيرورتها. لغة الحقيقة تكون دائما إما إلى جانب ما هو مُمعن في الصورية، وحَدُّها الأقصى يكون هو الرياضيات، وإما إلى جانب ما هو مُمعن في الحسية، وحدها الأقصى يكون هو الشعر. هذان هما طرفا اللغة الأقصيان وغير الاعتياديين. مشكل الكوني قائم في العثور على الوسائل التي بإمكانها أن تسمح لكل واحد منا بزيارة طرفي اللغة المذكورين. بريخت نفسه الذي كان شغوفا بالجمهور الشعبي [المسرح التعليمي]، حاول أن يعثر في القوة التي يختزنها المسرح على أدوات وسيطة تُيَسر للجمهور زيارة طرفي اللغة الأقصيين".

 
  
Entretien avec Alain Badiou, propos recueillis par Aliocha Wald Lasowski in  Labyrinthe, 32 | 2009 (1) , p. 149- 150.