17‏/04‏/2013

في الفرق بين الألم والغم



"إن القلب إذا ناله غم وحزن انعصر دم القلب في الباطن، وانعصار دم القلب في الباطن إنما يكون لانعصار القلب في نفسه. وانعصار العضو مؤلم له، لأن أي عضو عصرته فإنه يحصل منه ألم، فالمراد من ألم القلب تلك الحالة الحاصلة له عند ذلك الانعصار. فظهر بهذا أن ألم القلب مغاير للغم، وإن كان مقارنا له وغير منفك عنه".




المحصول لفخر الدين الرازي ج2، ص548

ديكارت: في نقد الحواس


قال ديكارت:

"لقد رصدت الخطأ في الأحكام المبنية على الحواس الخارجية، بل وقفت على الخطأ حتى في الأحكام المبنية على الحواس الباطنية. فهل يوجد ما هو أعمق في النفس وألصق بها من الألم؟ غير أنني، مع ذلك، تعلمت فيما مضى من بعض الأشخاص الذين بُترت أذرعهم أو أرجلهم أنه كان يلوح لهم، أحيانا، أنهم يحسون بألم في الجزء المبتور من أجسامهم؛ وقد دفعني هذا الأمر إلى التفكير مليا في الأمر، فانتهيت إلى الشك في وجود أذى حقيقي في أي عضو من أعضاء جسمي حتى وإن أحسست في هذا العضو بألم".



René Descartes. « Méditation Sixième » in Méditations Métaphysiques. Paris : Garnier- Flammarion 1979, p. 173.

15‏/04‏/2013

الحدث وتحققه


يميز ديريدا بين التحقق المُعَين، هنا والآن، للإمضاء أو التوقيع وبين قَبول التكرار الخالص للحدث الخالص الذي هو التوقيع. فهناك 'الحدث الخالص الذي يقبل التكرار الخالص' الذي هو التوقيع؛ وهذا الحدث الخالص هو الذي يقع تَكراره كل مرة بإيقاعه على الأوراق ويتكرر تَعَرُّفه من آخرين في المناسبات المختلفة. لكن الحدث الخالص الذي هو التوقيع لا يقبل الرد إلى أي تحقق من تحققاته في هذه المناسبات المختلفة (يستدل ديريدا بهذا المثال على العلاقة القائمة بين أزواج أخرى أهمها العلاقة القائمة بين العدالة والقانون. فعلى الرغم من أن القانون يُسَن لتحقيق العدالة، فإن هذه الأخيرة لا تقبل الرد (الاختزال) إليه. وامتناع الرد هنا هو الذي يسوغ المطالبة بمراجعة القانون وتعديله. القانون عند ديريدا يقبل التفكيك، أما العدالة فلا تقبله !).





دولوز وغاتاري يميزان أيضا، على نحو يشبه من وجوه ما ذهب إليه ديريدا، بين الأحداث التاريخية التي تكون مجسدة في أجسام وأوضاع ومَحال وبين الأحداث الخالصة التي لا تتحقق إلا بكيفية ناقصة في الزمن الخطي للتاريخ. ما يمسك به التاريخ في نظرهما من الحدث هو تحققه في الأوضاع أو في التجارب المعيشة؛ أما الحدث في صيرورته، واتساقه الخاص، ومفهوم عرضه الفريد لذاته، فينفلت انفلاتا من التاريخ.