19‏/11‏/2013

عن الأشياء في ذاتها



"ما يشير إليه دولوز بـ 'الأشياء في ذاتها' [الجواهر بلغة كانط أيضا] يعد بمعنى من المعاني أكثر ظاهرية من الواقع الظاهري المشترك. فهذه الأشياء هي الظواهر المستحيلة، المستبعدة من واقعنا المهيكل رمزيا. أما الهوة التي تفصلنا عن الجواهر فليست هوة إبستمولوجية في المقام الأول، بل هوة أخلاقية -عملية ورغبية. لا يوجد 'واقع حقيقي' خلف الظواهر. الجواهر أشياء ظاهرية أقوى وأشد من أن يُمسِك بها جهازنا الإدراكي الذي لا يتناغم إلا مع الواقع كما هو مهيكل رمزيا. هنا لا يكون الفشل الإبستمولوجي شيئا آخر غير الأثر المترتب على الرعب الرغبي (libidinal terror). إنه فشل يقوم على منطق يعاكس منطق كانط القائل 'يمكنك، لأنه ينبغي لك '، أي يقوم على منطق يقول 'لا يمكنك (أن تعرف الجواهر) لأنه لا ينبغي لك !'. لاحظ ما يحصل لشخص أجبر على حضور حلقة تجري فيها أفعال تعذيب رهيبة. بشاعة ما سيراه ستجعل مما رآه تجربة لواقع - مستحيل جوهري يخلخل إحداثيات واقعنا المشترك. (الشيء نفسه يحصل جراء مشاهدة نشاط جنسي حاد، مكثف وقوي)" .

Slavoj  Žižek. Less Than Nothing: Hegel and the Shadow of Dialectical Materialism. Verso, 2012 , p.608.

.

الفلسفة في قرن جديد



كتاب سورل عبارة عن مجموعة من المحاضرات ألقاها بين 1990 و 2008. نشرت كلها في دوريات متخصصة ما عدا واحدة (The Unity of Proposition)، وهي الأخيرة في ترتيب فصول الكتاب. أهمية الكتاب ترجع إلى أن سورل أخرج هذه المحاضرات من سياقاتها الخاصة التي ألقيت فيها أول مرة، ورتبها على نحو جعلها تكشف عن الفهم الذي بات يصدره عنه في السنوات الأخيرة بخصوص الربط بين ثلاثة مجالات يصعب الربط بينها: فلسفة الذهن، وفلسفة اللغة، وما يسميه هو في أعماله الأخيرة بفلسفة المجتمع.
في الكتاب يوجه سورل نقدا صريحا للمنظورية التي تعول عليها الفينومينولوجيا، أي للميل الذي يحكم هذا الاتجاه ويجعله يقيد ما نعرف بالاستناد إلى المنظور الذاتي الذي نصدر عنه، منبها إلى الدور الأساسي الذي تلعبه اللغة في بناء ما نحسبه واقعا. في الكتاب أيضا نقد صريح لبقايا النزعة الشكية الموروثة عن القرن 17 (ديكارت على وجه الخصوص) الموجودة لدى عدد لا يستهان به من فلاسفة اللغة والذهن المعاصرين (كواين على سبيل المثال لا الحصر). لا جدوى في نظر سورل من مواصلة الشك فيما نعرف أو التصدي لمن يشك بإيراد الحجج لجعله يقلع عن شكه. فقد راكمنا من المعرفة العلمية بالدماغ، والجهاز العصبي عموما، ما يعفينا من مواصلة النقاش الإبستمولوجي الذي افتتحه ديكارت. في الكتاب أيضا تمييز صريح بين الطابع الذاتي المميز للأنطولوجيا الاجتماعية (جل المؤسسات الاجتماعية تحيل في بنائها على بعد ذاتي أو على أنطولوجيا اجتماعية ذاتية، مؤسسة الزواج أو مؤسسة القرابة.. الخ مؤسسات غير موضوعية. إنها تحيل على ذاتية المجتمعات التي بنتها) وبين إمكان حيازة معرفة بهذه الأنطولوجيا تكون موضوعية. يدافع سورل عن أن هذه المعرفة ممكنة. ذاتية الموضوع لا تحول دون إمكان تحصيل معرفة موضوعية به. في هذا الكتاب يرسم سورل بأسلوبه الواضح المعتاد معالم للنحو الذي يجب في نظره أن يكون عليه البحث الفلسفي في القرن الذي نعيش فيه....



John R. Searle. Philosophy in a New Century: Selected Essays. Cambridge University Press. 2008. 210 pages.

21‏/10‏/2013

الفلسفة السياسية بعد ألتوسير



ألتوسير
هناك أربعة فلاسفة تأثروا بفلسفة ألتوسير السياسية، وانتقدوا جوانب رئيسة فيها، وطور كل واحد منهم تصورا خاصا به على أنقاض هذا النقد. لاكلو طور نظريته عن السيطرة (Hegemony)؛ باليبار طور نظريته عن الحرية المساواتية (L’égaliberté)؛ رانسيير طور نظريته عن الخلاف (mésentente)؛ باديو طور نظريته عن الذاتية بوصفها وفاءً لحدث الحقيقة (fidélité à l’Évènement de la Vérité). الإشكال الرئيس الذي تدور عليه هذه الفلسفات مجتمعة هو الآتي: ما الذي يتعين القيام به لمواجهة الموقف الليبرالي الديمقراطي (ما بعد السياسي) الذي تستند إليه الرأسمالية العالمية المعاصرة؟ كل فلسفة من هذه الفلسفات تقترح صيغة من صيغ الذاتية السياسية ترى أنها القادرة على مواجهة هذا الموقف والتصدي له..

•خلاف هؤلاء الرئيس مع هابرماس هو أنه يقبل التفكير من داخل الموقف الليبرالي الديمقراطي المهيمن.

راجع:

Slavoj Zizek. The Ticklish Subject: The Absent Centre of Political Ontology. London & New York : Verso. 1999, p. 3.