11‏/04‏/2012

عن الغدة الصنوبريه والأرواح وبنية الدماغ عند ديكارت


يقول تشارلز شيرينغتون Sir Ch.Sherrington (1946: 84- 85): "إن الدماغ على الرغم مما يبدو عليه من صلابة يعد عضوا مجوَّفا. إنه يحتوي في غرفه الأربع الكبرى سائلا مائيا. وقد رأى الأقدمون في هذه الغرف خزَّانات لـلـ"أرواح" الجالينوسية، التي تُوَلَّد في قاعدة الدماغ. وقد رأوا في حركة الدماغ شحنا دوريا لهذه الخزانات بالـ "أرواح". الغرفة الرابعة، التي في مؤخر الدماغ، تتواصل مع الغرف الثلاث في مُقدَّم الدماغ عن طريق قناة ضيقة. ويوجد في مدخل هذه القناة غدة صغيرة ناتئة متدلية. وقد ذهب بعض المشرحين إلى أن هذه الغدة تعمل عمل صِمام أو مصراع يراقب مرور الأرواح جيئة وذهابا في القناة. وقد دافع فيرنيل نفسُه عن هذا الرأي حين بين أن الكيفية التي يتمدد بها الدماغ تؤدي إلى رفع الغدة نحو الأعلى وتفسح المجال للمرور، وأن انكماشه يؤدي إلى عودة المصراع الغددي إلى مكانه ثانية ليمنع الأرواح ويصدها عن ولوج القناة. فالمصراع يراقب إذن انحسار الأرواح وتدفقها نحو عروق الأعضاء كلها. وهذه الفكرة ليست جديدة كما قد يظن بعض الناس. فقد سبق أن وُجدت في القرن العاشر عند قسطا بن لوقا في كتابه النفس والروح، الذي نقله إلى اللاتينية بعد ذلك بقرنين جون الإسباني John of Spain ... وقد أخذ ديكارت هذه الغدة كما وصفها الأقدمون، أي من حيث إنها تلعب دور المصراع، وجعل منها البنية المفتاح لتصوره".

ليست هناك تعليقات: