26‏/11‏/2012

عن ما بعد الماركسية

صورة غلاف كتاب لاكلو وموفي


"إن لاكلو وموفي في كتابهما 'السيطرة والاستراتيجية الاشتراكية' لم يعملا في نظر كثير من الماركسيين إلا على إعادة صوغ التعددية الليبرالية في كلمات منمقة واصطلاحات جذابة استقياها من قاموس ما بعد الحداثة المزخرف. إنهما مالا في أطروحاتهما ميلا إلى النزعتين النسبية والمثالية. فهما، حسب هؤلاء، إما يعاديان الماركسية عن سبق إصرار، وإما يخلطان خلطا فاضحا بين الأمور.. ! لقد أعرضا عن الواقع المادي الصُّلب وتخليا عنه واستسلما بكيفية مثالية وإشكالية لمُغريات اللغة وأفاعيل الخطاب. وعلى الرغم من أن الباحثين الليبراليين والناشطين غير الماركسيين أشادوا بالكتاب وبأهميته فيما يتصل برصد الحركات الاجتماعية الجديدة، وتحليل سياسات الهوية والتعدد الثقافي، فإن هناك إجماعا بينهم وبين الماركسيين على أن الطريق الذي يمضي من الماركسية إلى ما بعد الماركسية هو الطريق الذي يمضي من الاقتصاد إلى الخطاب، أو من الواقع (المُتصوَّر من خارج اللغة) إلى اللغة".

من مقالي 'ما بعد الماركسية' (شارفت على إنهائه) الذي سيصدر في كتاب جماعي بلبنان بإشراف الصديق الدكتور علي عبود المحمداوي.