25‏/12‏/2014

عن مفهوم الحتمية




يشرح إنجلز في إحدى رسائله مفهوم الحتمية في الماركسية، ويؤكد أن التركيز الحصري على العامل الاقتصادي تحكمتْ فيه ظروف سجالية في المقام الأول، لذلك تعين الاحتياط كثيرا في تأويل مفهوم الحتمية في الماركسية، وتعين أخذ العوامل الأخرى أيضا في الحسبان. ما بعد الماركسية بتلاوينها المختلفة (هابرماس، لاكلو، موف، باليبار، رانسيير، جيجيك...الخ) تأخذ بجد هذه الاحتياطات. يقول إنجلز:

"لقد عبرنا، ماركس وأنا، عَرَضًا على الأقل عن تبرمنا من بعض الشباب الذين كانوا يبالغون أحيانا في التركيز على الجانب الاقتصادي أكثر مما يجب. كان لزاما علينا أن نُبرز المبدأ الرئيس الذي نعول عليه للذين ينكرونه من خصومنا، لكن لم تسنح لنا الفرصةُ ولم يكن لدينا دائما ما يكفي من الوقت ومن الحيز لكي نعطيَ العناصرَ الأخرى التي تتفاعل مع العامل الاقتصادي ما تستحقه من عناية".


(To Bloch, Sept. 21, 1890)


الرسالة موجودة في الكتاب الآتي:


Resnick, S. & Wolff, R. New Departures in Marxian Theory. London & New York: Routledge. 2006, p. 12.

19‏/12‏/2014

المشاء بنميم.. !



جاك ديريدا
قال ديريدا عن سورل إن هذا الأخير حول النميمة إلى حجة في نقاشه معي.. وكان سورل قد أفشى في سياق مناقشته ديريدا وصفا أطلقه فوكو في جلسة خاصة مع سورل عن نثر ديريدا. كان قد وصف أسلوب ديريدا بالظلامية الإرهابية. فالنص عند ديريدا، حسب وصف فوكو المروي على لسان سورل، يكتسي درجةً من الغموض تجعلك لا تستطيع أن تَتَبين بالضبط الأطروحة التي يعرضها (وهذه هي الظلامية)، وعندما تعمد إلى انتقاده، يبادر إليك مندفعا ويقول: 'إنك أسأت فهمي، إنك بليد' (وهذا هو الإرهاب بعينه).. !

ميشال فوكو

انظر الهامش (12، ص 158) في:

Jacques Derrida. Limited Inc. Northwestern University Press. 1988

جون سورل

تعقيب:
هذا الخلاف مبني في نظري على 'أحقاد صغيرة' نشأت بين فوكو وديريدا منذ المراجعة الشهيرة التي كتبها هذا الأخير عن كتاب تاريخ الجنون لفوكو. وقد بدا ذلك واضحا في رد فوكو المتشنج على المراجعة. أما سورل فينتمي إلى تقليد آخر له فهم مخالف لهوسيرل الذي يعد مصدرا رئيسا من مصادر ديريدا أيضا.. قراءة سورل لهوسيرل تمر من طريق غوتلوب فريجه، بينما تمر قراءة ديريدا من طريق هايدغر.. لذلك فإن النقاش بين سورل وديريدا هو نقاش طرشان تقريبا. قراءة الكتاب الذي أحلتُ عليه أعلاه (Limited Inc) لديريدا فيه مجهود استثنائي بذله ديريدا ليبين نقاطا كثيرة مال فيها سورل عن جهة الاستقامة في فهمه لأوستين وفي فهمه لكثير من المفاهيم الرائجة في التقليد الفينومينولوجي الألماني على وجه الخصوص (بالمناسبة أوستين أدرج ما قام به في محاضراته 'كيف نصنع الأشياء بالكلمات' ضمن 'الفينومينولوجيا اللغوية' وليس ضمن ما يسمى الآن بالتداوليات!). سورل في نظري أبدع في الأمور التي كتبها في فلسفة الذهن أي بعد 1983، ويتجلى إبداعه حسب رأيي في كونه ساهم بمعية آخرين وفي مقدمهم ديفيد تشالمرز (1996) في تحديد مجال فلسفة الذهن وبيان الصلة بين هذه الفلسفة وفلسفة اللغة، خصوصا فيما يتصل بإشكال القصدية، ثم في مسألة الشعور وخصوصا الفروق القائمة بين الشعور الظاهري أو الكيفي والشعور المعرفي أو الوظيفي، على نحو سمح للباحثين الذين جاؤوا من بعد أن يتلافوا الخلط الذي كان سائدا عند الجيل السابق (رايل، فتجنشتاين...الخ). أعمال سورل في السنوات الأخيرة المتصلة بالمجتمع والسياسة لا تعدو في نظري أن تكون إعادة صياغة لأفكار فيبر وزيميل وآخرين مع بعض التلقيح غير المجدي في نظري من الناحية الفلسفية الآتي من النيوروبيولوجيا وعلوم الدماغ عموما... 

12‏/12‏/2014

الغناء على طريقة السود



Bernice Johnson Reagon
"وأنت تغني الأغاني على طريقة السود يتعين عليك أن تكون قادرا على أن تستبدل بالنوتات الأحاسيسَ قبل أن يخرج من جسمك الصوت. يكون الأمر كما لو أن الأحاسيس يجب أن تكون في القلب من الصوت الذي يخرج منك. بهذا المعنى لا تكون وأنت تغني بصدد النوتات والنغمات، بل بصدد إخراج أجزاء من كيانك، أجزاء تأتي من أماكن توجد في باطنك لا تستطيع حتى أنت بنفسك أن تبلغها إلا وأنت تغني".






Quoted in Nancy S. Love. Musical Democracy. State University of New York Press (2006), p 96.



دولوز والسينما


"لا أعتقد أبدا أن يكون دولوز على سبيل المثال قد أنتج فلسفة للسينما. إنه يصوغ نظرية عن الصورة المتحركة، ونظرية عن الصورة في الزمن. يقترح ميتافيزيقا تُعرِّج في طريق تَكوُّنها على السينما. مقاطع الأفلام التي يتحدث عنها، والتي هي في واقع الأمر مقاطع نصوص، تحدد فكرة الصورة، التي هي ميتافيزيقا دولوز. إنه وهو يتحدث عن السينما إنما يعاود العثور على مفاهيمه الخاصة..".



Rancière, Jacques & Elie During, ‘L’affect indécis: entretien avec Jacques Rancière’. Critique, n°692-693. 2005,) pp. 141–59).