30‏/03‏/2015

عن اللغة والاستعمار والجذور


سلافوي جيجيك (كاريكاتور)
"يشتكي بعض منظري الثقافة الهنود من أن الإكراه على استعمال اللغة الإنجليزية يعد صورة من صور الاستعمار الثقافي ونوعا من المراقبة المفروضة على هويتهم الحقيقة. يقولون: 'نُضْطر إلى الكلام بلغة أجنبية مفروضة علينا لكي نعبر عن هويتنا الضاربة في الخصوصية. ألا يعني هذا أننا في وضع استلابٍ جذري –بحيث إن مقاومتَنا للاستعمار نفسَها يجب أن تصاغ في لغة المستعمر؟'. الجواب عن هذا الأمر هو الآتي: نعم، هذا صحيح. لكن هذا الإكراه على استعمال الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية هو الذي يخلق هذا الـ (X) نفسه الذي يكون مقموعا باستعمالها، فالمقموع في هذه الحالة ليس الهند الفعلية كما كانت قبل الاستعمار، بل الحلم الأصيل (الذي تشكل في الإنجليزية) بهند كونية ديمقراطية جديدة. مالكوم إكس سار على هذا النهج ذاته حين استعار (X) وجعل منه اسمَه العائلي. فهو لم يقاتل من أجل العودة إلى جذور إفريقية أولى بعينها، بل من أجل (X)، أي من أجل هوية جديدة غير معروفة أصبحت ممكنة بفعل عملية الاستعباد نفسها التي غيبت الجذور الإفريقية إلى الأبد.. إن هذا لا يعني بالطبع أنه قبل النفي لم يكن هناك شيء. قطعا كان هناك شيء (في حالة الهند كان هناك تراث واسع ومعقد) غير أن ما كان لم يكن سوى ركام غير متجانس لا يقارن مع النهضة القومية التي حدثت فيما بعد. بعبارة ديريدا نستطيع القول: إن شرط الإمكان يكون في الآن نفسه هنا وبكيفية جذرية شرط عدم الإمكان، بحيث إن العائق نفسه الذي يمنعنا من الإثبات الكامل لهويتنا يفسح لهذا الإثبات نفسه فضاء ومتسعا لم يكن فيما قبل متاحا".


Slavoj Žižek “The Three Events of Philosophy”. International Journal of Žižek Studies. Vol. 7. No. 1. 2013, p. 24.