03‏/05‏/2012

المسرح الديكارتي





الشخص القزم الموجودة في رأس الشخص العادي هو ما يسميه ديكارت بالـ 'أنا'، وهو الذي نحيل عليه في نظره عندما يقول كل واحد منا 'أنا'. الوضع في قلب الرأس هو وضع مسرح: متفرج يشاهد عرضا يجري أمامه على الخشبة. هذا هو ما سماه دينيت في كتابه (Consciousness Explained 1991) بـ 'المسرح الديكارتي'..

ديكارت والمغالطة القزمية






إن تصور ديكارت يرسم علاقة الذهن بالبدن كما لو أنها علاقة بين قزم أو إنسان مصغر من جهة، وآلة أو أداة من جهة أخرى. ويضرب هذا التصور بجذوره في خيالات القرون الوسطى. إنه يذكرنا ببعض اللوحات التي رسمها فنانو القرون الوسطى في الكنائس للتعبير عن موت مريم العذراء. فالناظر في تلكم اللوحات يرى صورة مريم العذراء في حجمها الطبيعي فاتحة فمها، ويرى مريما عذراء أخرى مثلها في الشبه تماما، لكنها صغيرة الحجم والقد، تهم بالخروج من فم الكبرى متجهة إلى مكان ما صوب الأعالي. تصور ديكارت يسترجع هذه الخيالات التي جسدها الفنانون رسما على الألواح. إنه تصور يندرج ضمن ما يسمى بالمغالطة القزمية (The homunculus fallacy)، أي ضمن الإطار الذي يقضي بتفسير التجربة والسلوك البشريين بتقدير إنسان قزم في قلب الإنسان العادي.

كواين والتفكيك



كواين
 
إن كتابات كواين (Quine) عن المعنى تكشف عن مقاومة مستميتة للتفكيك الذاتي الذي تنطوي عليه هذه الكتابات نفسها. بعبارة ربما أوضح نستطيع القول إن فلسفة كواين صُممت تحديدا لكي تحتوي الطاقات التفكيكية التي أَطلقت هي نفسها العنان لها. فلسفته النسقية تبين السيطرة المؤسسية على التفكيك الذي تنطوي عليه فلسفته اللغوية. أعمال كواين إذن تجسد بجلاء تام ما سماه ديريدا بالعمل التفكيكي الجاري على قدم وساق في قلب الفلسفة ذاتها...

02‏/05‏/2012

عن اختبار الروائع




"إن الطريقة التي يمكن أن نختبر بها العمل الفني ونعرف هل هو من الروائع أم لا هي أن نقف لحظة ثم نسأل عما إذا كان العمل يقبل الانفصال عن سياقه والاندراج في سياق آخر مختلف تماما أم لا. من بين التعاريف الجيدة التي اقترحت للعمل الفني الرائع هو أنه يكون كعيني الرب في الرسوم المسيحية الأورثدوكسية: يُخيل إليك أنهما تلاحقانك بغض النظر عن الموقع الذي توجد فيه بالصالة".

 S. Žižek “Occupation Blues” in New Statesman, Vol. 140 Issue 5083. 12-12-2011, p. 48.