11‏/06‏/2012

سردية الحقيقة




"... يحلو للاتجاه شبه النيتشي الذي عاود الظهور مؤخرا أن يردد: ليست الحقيقة سوى الكذبة الأكثر نجاعة التي تمكننا من فرض إرادتنا للسلطة. والسؤال الحقيقي الذي يتعين وضعه بشأن قول من الأقوال ينبغي ألا يكون في نظر هذا الاتجاه: 'هل هذا القول يعبر عن الحقيقة؟'؛ بل 'ضمن أي شروط سلطوية يمكن إصدار هذا القول أو ذاك؟'. وهكذا عوض أن نكون بإزاء حقيقة كونية، نصبح أمام مجموعة متنوعة من المنظورات، أو كما بات يقال اليوم، نصبح أمام مجموعة متنوعة من السرديات. لا أقصد هنا سرديات الأدب فحسب، بل سرديات السياسة، والدين، والعلم أيضا. كل هذه السرديات والقصص المختلفة نقولها ونرويها نحن عن أنفسنا. أما الهدف الأقصى الذي تتطلع إليه الأخلاق في هذا التصور فهو أن تضمن قيام فضاء محايد يسمح لمجموعة السرديات المتنوعة أن تتعايش فيه بسلام، ويكون من حق كل واحد في هذا الفضاء، سواء أكان من أقلية إثنية أم جنسية أم غيرها، أن يروي قصته ويكشف عنها [يحيل جيجيك هنا على رورتي وسينجر]".



Slavoj Žižek. ‘A Plea for Leninist Intolerance’ in Critical Inquiry, Vol. 28, No. 2. (Winter, 2002), pp. 542-566, p. 547

ليست هناك تعليقات: