15‏/07‏/2012

عن 'العدالة' عند هابرماس ورولز



يرى فينلايسن أن مفهوم العدالة عند هابرماس مفهوم أخلاقي عام. إنه بعبارة أوضح حد معياري رئيس في نظرية أخلاقية عامة وشاملة. وإذا كان رولز قد استخدم مفهوم العدالة هو أيضا، فإنه لم يكن يقصد به ما قصده هابرماس. 'نظرية العدالة' عند رولز، كما يقول فينلايسن، ليست نظرية عامة؛ إنها مقيدة المجال ومحددة الهدف. فقد فُصلت أساسا وفي المقام الأول والأخير لكي تعالج ما سماه رولز (1971) بـ 'بنية المجتمع القاعدية'. فإذا كان هابرماس يفهم 'أخلاقيات التخاطب' التي طورها من حيث إنها نظرية أخلاقية عامة – أي نظرية تتناول السلوك القويم على جهة التعميم – فإن رولز ينفي صراحة أن تكون نظريته أخلاقية بهذا المعنى العام الذي يقصده هابرماس. لهذا السبب يتعين علينا، كما يقول فينلايسن، ألا نستدل من استعمالهما اصطلاح 'العدالة' على أنهما يعرضان نظريتين متنافستين لرصد الإشكال نفسه. نحن في حقيقة الأمر أمام إشكالين: أحدهما خاص (رولز)، والثاني عام (هابرماس). 'نظرية العدالة' تتناول المشكل الخاص، و'أخلاقيات التخاطب' تتناول المشكل العام. وكل مقارنة بين النظريتين لا يأخذ صاحبها بعين الاعتبار هذا الفرق الجوهري بين المشروعين ستضيع لا محالة في الطريق، ولن تخلص على الأرجح إلى استنتاجات ذات معنى.

ج. غ. فينلايسن

James Gordon Finlayson “The Habermas–Rawls Dispute Redivivus. Journal of International Political Theory. Volume 3, Number 1 April 2007, pp. 144-162, p. 145-146.


ليست هناك تعليقات: