25‏/09‏/2014

جيجيك وأصولية داعش


كتب سلافوي جيجيك في مقاله الأخير المعنون بـ (داعش عار على الأصولية الحقة) بصحيفة النيويورك تايمز ما يأتي:

".. لكن هل يُعدُّ الأصوليون الإرهابيون أصوليين بالمعنى الأصيل للكلمة؟ أتراهم يؤمنون حقا بما يؤمنون به؟ إن ما يفتقر إليه هؤلاء هو السمة البارزة التي لا تُخطئها العين في الأصوليات الحقيقية كلِّها، من البوذيين في التبت إلى طائفة الآميش المسيحية في الولايات المتحدة، وأقصد بهذه السمة غياب الضغينة والحسد، واللامبالاة العميقة إزاء طريقة حياة غير المؤمنين. إذا كان من يسمون اليوم بالأصوليين يؤمنون حقيقة بأنهم عثروا على الطريق الذي يقود إلى الحقيقة، فلماذا تراهم يحسون بأن غير المؤمنين يهددونهم؟ عندما يلتقي البوذي غَرْبيا لا يؤمن إلا بالمتعة (hedonist)، فإن من الصعب جدا أن ينطلق هذا البوذي على رسله شاجبا مُقَرِّعا موقفَ الغربي. سيكتفي البوذي بالإشارة بالحسنى إلى أن السبيل إلى السعادة التي ارتضاها الغربي سبيلٌ موصدة. الأصوليون المُزوَّرون الذين يتبنون الإرهاب، وعلى العكس تماما من الأصوليين الحقيقيين، ينزعجون كثيرا، بل يُطوِّح بهم العجَب ويُفْتَنون أيّما فتنة بحياة غير المؤمنين الآثمة. يمكن للمرء أن يحس بأنهم في حربهم على إثم الآخر إنما يحاربون بَلواهم. لهذا السبب مَثَّل من يسمون بأصوليي داعش عارا وشنارا على الأصولية الحقة..".


سلافوي جيجيك


Slavoj ZizekISIS Is a Disgrace to True Fundamentalism The New York Times. September 3, 2014.

ليست هناك تعليقات: