27‏/03‏/2012

عن السعادة العمومية


بعض الدساتير، كدستور الولايات المتحدة، تحدثت عن حق المواطن في السعادة. لكن هذا الحق يحسن فهمه فهما أوسع في سياق ما أسمته حنا آرنت بالسعادة العمومية. فمن الصعب علينا أن نفكر في السعادة على نحو تكون فيه سعادة سرية، أو خيرا خصوصيا؛ لأن السعادة شأن شديد الصلة بكوننا جميعا كائنات يقترن بعضها ببعض. نحن بعبارة أخرى نشكل في العمق كيانا عموميا واجتماعيا واحدا، لا يمكن للجزء من هذا الكيان أن يبلغ سعادته إلا في وضع يكون فيه الباقي سعيدا. الرأي الذي يقول إن كل واحد منا يكون في البدء كاملا ومستقلا عن غيره، ولا يغدو مقترنا بغيره إلا في مرحلة لاحقة، هو - لعمري- رأي خاطئ ولا مسوغ له. هناك علاقة بين ما يقع من حولنا وبين ما ينتابنا من أحاسيس خصوصية. لقد درجنا منذ عهود طويلة على التنكر للصلة الوثقى القائمة بين السياسة والسعادة، تارة باسم الزهد وتارة أخرى باسم الفصل بين العمومي والخصوصي. لكن يبدو أن الوقت قد حان للتفكير ثانية في وشائج القربي التي تربط بين الإثنين.

(بتصرف عن المفكر الإيطالي باولو فيرنو).

ليست هناك تعليقات: