03‏/05‏/2012

ديكارت والمغالطة القزمية






إن تصور ديكارت يرسم علاقة الذهن بالبدن كما لو أنها علاقة بين قزم أو إنسان مصغر من جهة، وآلة أو أداة من جهة أخرى. ويضرب هذا التصور بجذوره في خيالات القرون الوسطى. إنه يذكرنا ببعض اللوحات التي رسمها فنانو القرون الوسطى في الكنائس للتعبير عن موت مريم العذراء. فالناظر في تلكم اللوحات يرى صورة مريم العذراء في حجمها الطبيعي فاتحة فمها، ويرى مريما عذراء أخرى مثلها في الشبه تماما، لكنها صغيرة الحجم والقد، تهم بالخروج من فم الكبرى متجهة إلى مكان ما صوب الأعالي. تصور ديكارت يسترجع هذه الخيالات التي جسدها الفنانون رسما على الألواح. إنه تصور يندرج ضمن ما يسمى بالمغالطة القزمية (The homunculus fallacy)، أي ضمن الإطار الذي يقضي بتفسير التجربة والسلوك البشريين بتقدير إنسان قزم في قلب الإنسان العادي.

ليست هناك تعليقات: