17‏/10‏/2013

عن الجسد والكلام والحب



تقول باتلر:

"ما هي العلاقة القائمة يا ترى بين الكلام والجسد في هذا السياق؟ أعتقد أن من المفيد لنا أن نتذكر، كما بينت ذلك شوشانا فيلمن، أن فعل الكلام عند الجهر به وإصداره يأتي منسابا من الفم والحلق. فالجسد لا يكون هنا مجرد سند أو حامل لفعل الكلام، بل يكون شيئا مجسدا ماثلا هو نفسه في القول. جسدنا لا يكون موجودا هنا بوصفه معطى فضائيا زمانيا، بل يكون معطى مكشوفا ومعروضا ومصوغا في فعل الكلام الذي ينبثق منه إما في صيغة صوت أو نص وإما في صورة مرئية. 'الجسد' ليس جوهرا قائم الذات. إنه على الأرجح صيغة تسجل اتساع وامتداد علاقاتِنا كلها. والجسد من حيث إنه كذلك، يكون موجودا هناك في صيغة كلمات منطوقة أو مكتوبة حتى من حيث إنه ليس هناك، أي حتى من حيث إنه هنا وليس هناك. بعبارة أخرى عندما نعول على اللغة في إبلاغ أحد آخر بأننا نحبه يكون الجسم في هذه اللحظة مكشوفا ومحجوبا. نكون في وضع مازلنا فيه هنا ننتظر مفصولين عن الشخص الآخر، لكننا نكون في الوقت ذاته قد غادرنا أنفسنا ويممنا وجوهنا مُقْبلين نحو الآخر وأرسلنا إليه علامة جسمانية ما تنبئ عن استعدادنا العاطفي إلى حبه، علامة هي نفسها صيغة من صيغ الحب يكشف عنها الجسم نفسه ويرسلها إليه".


Judith Butler “Response: Performative Reflections on Love and Commitment. WSQ: Women’s Studies Quarterly 39: 1 & 2 (Spring/Summer 2011), pp. 236- 239, p. 237.



ليست هناك تعليقات: