15‏/01‏/2014

تعليق يشرح نص ديريدا حول التوقيع



توقيعك أو إمضاؤك يوجد في حوزتك، إنه حدث مجرد أو خالص. إنه حدث لأنه يقبل التحقيق أو التكرار على الأوراق (الوثائق والشيكات والعقود..الخ). هذا هو المستوى الأول. المستوى الثاني هو  التوقيع (توقيعك) الموجود هنا والآن على هذا العقد أو ذاك، أو على هذه الوثيقة أو تلك. العلاقة بين المستويين ليست علاقة تطابق. التوقيع الذي على الوثيقة هو التوقيع الذي على الوثيقة فقط لا غير. أما التوقيع الخالص فلا يوجد على أي وثيقة؛ إنه يمثل المصدر الذي يستمد منه التوقيع الذي على الوثيقة سلطته، والتوقيعات الأخرى السابقة، وتلك التي ما زالت في حكم الغيب، أي تلك التي ستأتي. قد ينتابُ المرءَ المرضُ (الرعشة مثلا) فيوقع وثيقة أو عقدا أو شيكا ويحس في نفسه أن التوقيع مختل لن يُقبل في البنك أو معوج. معوج بالنسبة إلى ماذا؟ بالنسبة إلى التوقيع الخالص المجرد الذي لا يوجد في الواقع بل يراقب ما يوجد في الواقع من وراء حجاب. القانون كالتوقيع الذي على الورق قياسا إلى العدالة التي لا توجد على أي ورق. عندما يكشف القانون عن نقصه (كالتوقيع المعوج) يراجَع القانون ويعدل استنادا إلى العدالة كما يراجع التوقيع المعوج استنادا إلى التوقيع الخالص المجرد..

ليست هناك تعليقات: