09‏/01‏/2014

وعود الرأسمالية



يمكنك أن تشتري، في سياق الرأسمالية، سيارة فارهة أو منزلا فخما أو حاسوبا آخر طراز وتكتشف مباشرة أن ما اشتريته أقل بكثير من الثمن الذي دفعته، أو أدنى مما كنت تتطلع إليه وتنتظره. كل السلع في الرأسمالية تبنى على أساس هذا النموذج، أي تبنى على نحو لا تلبي فيه وعودها الاستيهامية التي تصاغ في الوصلات الإشهارية. مفهوم السلعة بالتعريف، كما يقول جيجيك (S. Zizek)، يقتضي إخلاف الوعد وعدم الوفاء به. وبما أن الوفاء بالوعود في هذا المجال مستحيل، عمدت الرأسمالية إلى ابتكار حل ضارب في الكلبية. اشتر كذا (مشروبا أو صابونا، أو برادا.. الخ) لأنك قد تفوز بما يماثله أو بسيارة فارهة! هذه الزيادة الوهمية تروم ملء الخصاص الملازم للسلعة لدى المستهلك. الشيء المهم هنا، كما يستشف من تحليل جيجيك المركب، هو أن الرأسمالية تعرف أنها تكذب، أي تعرف أن السلع في سياق الطوفان الإنتاجي المتواصل لا تلبي وعودها، لكنها لكي تواصل لعبتها تُضطر إلى الإحالة على 'السلعة' الحقيقية القصوى (الكونية !) التي لا تكون محتاجة إلى أي تكملة، أي إلى السلعة التي تساوي ثمنها وتفي بوعدها بلا زيادة أو نقصان...

ليست هناك تعليقات: