14‏/03‏/2014

الأنوار الفرنسية الأولى ( !)



"كانت بلدان أوروبا متصلة بالشعوب التي احتفظت ببعض الأنوار أو التي تنورت حديثا.  ففرنسا كانت تتواصل مع هؤلاء الموريين (العرب-الأمازيغ) الذين كانوا يَرْعون الفنون والأدب والعلوم في إسبانيا؛ وكانت رحلات الحج تقود عددا لا يستهان به من اللاتينيين إلى الاتصال بـالعرب المسلمين الذين يقطنون بفلسطين؛ وكان الباباوات يخوضون نقاشات من حين إلى آخر مع الإغريقيين؛ وقد ساعدت التجارة البحرية التي كانت مزدهرة في مدن إيطاليا المتوسطية على تكاثر هذه العلاقات التي وسعتها الحروب الصليبية فيما بعد. فلم يكن بإمكان الشعوب المتحاربة، حتى مع ضوضاء السلاح، أن يظل بعضها غريبا عن البعض الآخر... ولم يكن بإمكان الصليبيين أن يمروا خفافا بهذه الأرض التي كانت لا تزال تزخر بالمعالم الحضارية من دون أن يغرفوا، حتى لو لم يقصدوا إلى ذلك، بعض الأنوار التي يُفترض فيها أن تُثمر لاحقا".


Joseph-Marie Degérando. Histoire comparée des systèmes de philosophie. Tome IV. Paris : A. Eymery. 1823 (2 éd.), p. 380-381.

ليست هناك تعليقات: