ينطلق هذا الكتاب من أن
التاريخ عموما أنتج في تعاقب مراحله وتوالي أحداثه ثلاثة أنماط من الديمقراطية:
الديمقراطية الأثينية، والديمقراطية الليبرالية التمثيلية، والديمقراطية
الاشتراكية. أغلب مُنظري الديمقراطية الليبرالية يلاقون حرجا في قبول هذه الخلاصة،
خصوصا القبول بالحديث عن وجود ديمقراطية اشتراكية، لأنهم يعتقدون أن الديمقراطية
الليبرالية التمثيلية تعد الصورة الديمقراطية الوحيدة والحقيقية، وغالبا ما يربطون
اعتقادهم هذا بالفكرة المتنازع عليها أيضا التي لا ترى أن هناك فرقا دالا من
الناحيتين الفكرية والسياسية بين الماركسية الكلاسيكية والنزعة الستالينية. كاتب
الكتاب يقر بأن هناك فرقا بينهما، ويقدم جردا تاريخيا يكشف فيه عن جذور وتجليات تَكوُّن
هذه الأنماط الثلاثة من الديمقراطية ليخلص في النهاية إلى أن الصيغ الديمقراطية
المتصارعة اليوم تعود في جذورها التاريخية إلى هذه الأنماط الثلاثة.

غرض الباحث من هذا الكتاب ينصب
على استثمار تاريخ الديمقراطية لتشخيص البدائل الديمقراطية الممكنة وإيضاحها
لمواجهة عالم تحكمه الرأسمالية النيوليبرالية وتسيطر عليه الولايات المتحدة
الأمريكية. فهو يرى أن الديمقراطية الاشتراكية التي تقوم على التشارك (Socialist participatory democracy)
تعد البديل، المرغوب فيه والعملي والممكن من الناحية الواقعية، عن الرأسمالية وعن
الديمقراطية التمثيلية. فالديمقراطية الاشتراكية تأخذ مزايا الديمقراطيتين
الأثينية والتمثيلة وتُجاوزهما من ناحية تسهيل مشاركة المواطنين المباشرة في حكم
المجتمع.
Brian S. Roper. The
History of Democracy: A Marxist Interpretation. 2013. Pluto
Press. 328 pp.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق