06‏/03‏/2014

إدوارد سعيد والتاريخ.. أو من 'الأصول' إلى الـ 'بدايات'



"حين تناول [إدوارد] سعيد مفهومي التكامل والمتاخمة المنهجيين في كتابه 'بدايات' [(1975)]، كان مشغول الذهن إلى حد بعيد بصوغ رؤية تركيبية.. جامعة. تشخيص أعراض كتابات نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الذي قام به كان الغرضُ منه الكشفَ عن التقاليد الإنسانية والعقلانية التي تنطوي عليها الحداثة والتي غطاها أو أقبرها التشاؤم الثقافي واللاعقلانية التحديثية وكذلك الدعوات إلى البدائية التي تعالت في العالم الثالث. كان هدف سعيد مركزا في التصدي للبلاغة ما بعد الحداثية الناشئة التي أخذت على عاتقها الهجوم على كل الأسس والسخرية من كل بحث عن 'الأصول' (وهي البلاغة التي أشاعها ديريدا في ذلكم الوقت). فقد أصبحت كل إحالة على 'الأصول' في هذا الوقت لا تزيد عن كونها ضربا من الاستيهام الضار الناشئ عن الغطرسة الإبيستمولوجية الغربية. وقد أوضح سعيد أن هذه القراءة لاصطلاح 'الأصول' جرى توسلها أيضا لنزع الشرعية عن كل إحالة على الماضي بالمرة، أو الحيلولة دون أن نرى فيه، كما ذهب إلى ذلك فيكو، الحقل الذي صَنَعتْ فيه الكائناتُ البشرية الحاضرَ. إنكار الأصول يترتب عليه إنكار أي معنى للاتصال بالتراث أيضا. والخلاصة باختصار هي إنكار التاريخ. عندما اقترح سعيد اصطلاح 'بدايات' بديلا عن 'أصول' أعاد تلقيح البحث الذي كان دائرا حول التحديث بالبعد التاريخي اللازم".

إ. سعيد



Timothy Brennan. “Edward Said as Lukacsian Critic : Modernism and Empire”. College Literature: A journal of Critical Literary Studies. 40. 4 Fall 2013, p. 27

ليست هناك تعليقات: