"لقد
أنشأتُ مرة نوعا من التنميط، أي نوعا من التنميط البيداغوجي للمفكرين الذين يصدرون
عن الزمن ويُسجنون فيه، وضمن هؤلاء نجد بالطبع التراث الهيجلي والتراث التفكيكي –
أشخاص مثل دو مان وديريدا ولوكاتش وغيرهم- ثم تنميطا لما أسميه بالتراث الفضائي
الذي يضم أشخاصا مثل فيكو وغرامشي. أعثر على هذا التراث الفضائي في النزعة المادية
الإيطالية التي تعود في جذورها إلى لوكريتيوس؛ لكنها تتضمن أيضا فيكو وغرامشي.
المجتمع في هذا التصور يعد في الأساس شأنا ترابيا. من هذا المنطلق عندما يتعلق
الأمر بالنقد [الأدبي] والفلسفة نكون أمام سؤال كبير هو كيف بإمكانك أن تغطي أو تعالج
مجالا بمجال، وكيف تتحرك بين المقاطع المختلفة في جغرافية متنازع عليها. حينها
أدركت أنني أنتمي بصفة لا جدال فيها إلى المعسكر الثاني، لأن معظم أعمالي تتناول
في الواقع خطوط الفصل والفضاءات الجغرافية... بمعنى من المعاني أظن أن هذا الأمر–على
الأقل في تجربتي الخاصة- يعد جزءا من كونية التجربة الفلسطينية. فهذه التجربة تدور
أيضا حول تراب وحول فضاء متنازع عليه وحول الطرد، وهذا يعني أنك ملزم بالقيام ببعض
الأشياء لأنك لا تملك الفضاء أو المكان... العلاقة بين اللغة والفضاء تصبح قضية
مكثفة على وجه الخصوص في فكرة الكتابة والمسافة التي تُلهم بقوة تفكيري في قضايا
النفي والاقتلاع".
إ. سعيد
“The panic of the visual: A
conversation with Edward W Said”. Mitchell,
W. J. T. Boundary 2; Summer 1998; 25, 2, p. 25-26.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق