ي. هابرماس
لا يختلف الفعل
التواصلي عن الفعل الاستراتيجي في كون كل واحد منهما يروم تحقيق هدف، ويقبل
الاندراج في نطاق الأفعال الغائية. بعبارة أوضح لا يمكن التمييز بين هذين الفعلين
من جهة اتصالهما بمفهوم الغائية. التمييز بينهما يرجع حسب هابرماس إلى كونهما
يسطران حلين متباينين لمشكل تنسيق الفعل الاجتماعي. فعلى الرغم من كونهما معا
آليتين للتنسيق تتحققان عبر الوسيط اللغوي، نلاحظ أنهما ليسا على نهج واحد في ما
يتصل بالكيفية التي يُجريان عليها استعمال اللغة. اللغة إما أن تستعمل وسيطا لنقل
المعلومات وإبلاغها، وإما أن تستعمل أيضا مصدرا من مصادر الإدماج الاجتماعي. عندما
نكتفي في استعمالنا للغة بنقل المعلومات وإبلاغها يكون استعمالنا مندرجا في سياق
استراتيجي، أما عندما نتخطى باستعمالنا مجرد نقل المعلومات وإبلاغها ونسعى من وراء
ذلك إلى الإدماج الاجتماعي فإن استعمالنا يكون حينئذ مندرجا ضمن السياق التواصلي.
تنسيق الفعل في الحالة الأولى لا يقع إلا بممارسة التأثير، أما في الحالة الثانية،
أي عبر الفعل التواصلي، فلا يتحقق التنسيق إلا بالسعي المتبادل والحثيث إلى بلوغ
التفاهم حول الأوضاع التي يتناولها التواصل.
انظر:
Niemi, I. J.
“Jurgen Habermas' Theory of Communicative Rationality (The Foundational
Distinction Between Communicative and Strategic Action)”. Social Theory and Practice, Vol. 31, No. 4 (October 20). 2005.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق