19‏/11‏/2013

عن الأشياء في ذاتها



"ما يشير إليه دولوز بـ 'الأشياء في ذاتها' [الجواهر بلغة كانط أيضا] يعد بمعنى من المعاني أكثر ظاهرية من الواقع الظاهري المشترك. فهذه الأشياء هي الظواهر المستحيلة، المستبعدة من واقعنا المهيكل رمزيا. أما الهوة التي تفصلنا عن الجواهر فليست هوة إبستمولوجية في المقام الأول، بل هوة أخلاقية -عملية ورغبية. لا يوجد 'واقع حقيقي' خلف الظواهر. الجواهر أشياء ظاهرية أقوى وأشد من أن يُمسِك بها جهازنا الإدراكي الذي لا يتناغم إلا مع الواقع كما هو مهيكل رمزيا. هنا لا يكون الفشل الإبستمولوجي شيئا آخر غير الأثر المترتب على الرعب الرغبي (libidinal terror). إنه فشل يقوم على منطق يعاكس منطق كانط القائل 'يمكنك، لأنه ينبغي لك '، أي يقوم على منطق يقول 'لا يمكنك (أن تعرف الجواهر) لأنه لا ينبغي لك !'. لاحظ ما يحصل لشخص أجبر على حضور حلقة تجري فيها أفعال تعذيب رهيبة. بشاعة ما سيراه ستجعل مما رآه تجربة لواقع - مستحيل جوهري يخلخل إحداثيات واقعنا المشترك. (الشيء نفسه يحصل جراء مشاهدة نشاط جنسي حاد، مكثف وقوي)" .

Slavoj  Žižek. Less Than Nothing: Hegel and the Shadow of Dialectical Materialism. Verso, 2012 , p.608.

.

ليست هناك تعليقات: