03‏/01‏/2014

في التمييز بين العدو الأخلاقي والعدو القانوني


يقول فاتيل وهو يحدد مفهوم العدو، في الفقرة 69 من قانون الشعوب، المعنونة 'باب في من هو العدو':

"إن العدو هو من يكون مواجها لنا في حرب مفتوحة. وقد كان لمتكلمي اللاتينية اصطلاح خاص هو (
hostis)، للدلالة على العدو العمومي، مميزين له مِنْ عدو آخر خصوصي سموه بـ (inimicus). لغتنا اليوم ليس فيها إلا اسم واحد للدلالة على هاتين المرتبتين من الأشخاص (ces deux orders de personnes)، اللتين ينبغي على الأرجح التمييز بينهما بعناية. فالعدو الخصوصي شخص يتربص بنا ويريد لنا الشر لغاية في نفسه يروم تحقيقها؛ أما العدو العمومي فيرفع في وجهنا ادعاءات، أو يرفض ادعاءاتنا بشأنه؛ ويدافع عن حقوقه، صحيحة كانت أو مزعومة، بقوة السلاح. العدو الأول، أي الخصوصي، لا يكون بريئا أبدا، لأنه يضمر في قلبه الكراهية والحقد. وهذا لا يصدق على العدو العمومي. فيمكن لهذا الأخير ألا يكون منقادا لهذه المشاعر البغيضة، ولا يكون راجيا إلا الدفاع عن حقوقه. هذه – لعمري- ملاحظة ضرورية تساعدنا على ضبط استعدادات قَلْبِنا إزاء العدو العمومي والتحكم فيها" (1830: 126).

Vattel, E (1830) Droit des Gens ou Principes de Loi Naturelle Appliqués à la Conduite et aux Affaires des Nations et des Souverains. Tome II. Paris. Chez J-P Aillaud, Libraire, Quai Voltaire.


ليست هناك تعليقات: