26‏/04‏/2014

جيجيك وهيجل



"يعمد جيجيك في قراءته لهيجل إلى تأويله تأويلا ماديا يخرجه من دائرة المثاليين (جونستون 2008 يصف مادية جيجيك بالترنسندنتالية). فهو يرى أن هيجل ليس لديه خارج. نحن على الدوام مدرجون – حتى بوصفنا ذواتٍ- في العالم الذي بنيناه بالصيغ التي توصلنا بها إلى معرفته. العالم لا يكون على النحو الذي هو عليه إلا بالقياس والنسبة إلى صيغ الفهم التي نستعملها. غير أن هذه الصيغ، وهنا يبرز البعد المادي للهيجلية حسب جيجيك، لم يقع بناؤها من عدم، بل استُنِدَ فيها هي أيضا إلى الأفراد والجماعات في التاريخ، أي أنها باختصار نتيجة للنشاط التاريخي الذي يصدر عن الناس. فهذه الصيغ نفسها تصبح ما هي عليه بفعل التجسيد الذي يلحقها عن طريق هؤلاء الأفراد والجماعات وعن طريق ممارساتهم المادية التي يقومون بها. فالـ 'مطلق' الهيجلي حسب هذا التصور لا يعني شيئا آخر غير تاريخية أنساق، والعالم العرَضي والتاريخي الذي تبدعه هذه الأنساق بالانعكاس، والذوات العرضية والمتمايزة التي تنشأ عن هذا كله. المطلق الهيجلي باختصار ليس شيئا آخر غير هذا المسلسل ذاته، وليس 'تَعرُّف المطلق' شيئا آخر يتعدى وعي هذا الأمر واستيعابَه".

 
*- الهامش 1 في مقالي 'سلافوي جيجيك' موسوعة الأبحاث الفلسفية للرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة: الفلسفة الغربية المعاصرة. الجزء الثاني. إشراف: د. علي عبود المحمداوي، تقديم: د. علي حرب. منشورات: ضفاف، دار الأمان، الاختلاف (لبنان-المغرب-الجزائر) (2013)/ ص: 1584.


ليست هناك تعليقات: