17‏/04‏/2012

شرعة الحرب العادلة عند القديس المغاربي أوغسطين




يقول في رسالة إلى بونيفاس يوصيه فيها: "عندما تُجَهز نفسك بالسلاح لخوض معركة، عليك في المقام الأول أن تعلم أن شجاعتك المادية (physical courage) نفسَها هي هبة من الرب إليك. لهذا يتعين عليك ألا تستخدم هبة منحك الرب إياها وتأتي بفعل تعصيه فيه. فعندما يَعِد المرء يجب عليه أن يفي بوعده حتى مع العدو الذي يحاربه؛ فكيف لا يكون ذلك مع الصديق الذي من أجله يقاتل المرء. يجب أن يكون السلام مرماك ومبتغاك؛ أما الحرب فما هي إلا أمر اقتضته الضرورة. إذا علمت هذا وعملت به، أمكن للرب آنذاك أن يخلصك من الضرورة ويشملك بالسلام. كن صانعا للسلام (peacemaker) حتى وأنت في معمعان الحرب، فإنك بهذا ستكون في غزوك جالبا السلامَ حتى لأولئك الذين انتصرت عليهم... وكما استعملتَ القوة لقهر المتمرد أو المعارض، عليك الآن أن تجنح إلى الرفق بالمهزوم أو الأسير، خصوصا بعد أن استتبت الأمور ولم يعد هناك خوف على تعكير صفو السلام" (أوغسطين (2001) الرسالة 189، فق 6، ص 217).


Augustine: Political Writings (Cambridge Texts In The History Of Political Thought). Edited by E. M. Atkins & R. J. Dodaro. Cambridge University Press 2001, p.217



ليست هناك تعليقات: