15‏/04‏/2012

النزعة الإبستيملوجية في تاريخ الفلسفة



"إن تجليات النزعة الإبستيملوجية في التاريخ كثيرة ومعروفة. ففي المذهب العقلاني نجد ديكارت وليبنتس وسبينوزا يحاولون، كل بطريقته، أن يستنبطوا صدق المعرفة مما يسمى بالأفكار البدهية التي يمليها الحدس العقلي (intellectual intuition). في المذهب التجريبي نجد لوك وهيوم وبيركلي يتساءلون عن مقدار المعرفة الذي نستطيع أن نبرهن عليه استنادا إلى معطيات الحس (sense-data)، أي استنادا إلى المعطيات التي تكون في متناولنا بكيفية مباشرة. في المذهب المتعالي نجد كانط والكانطيين الجدد (مثل كوهين وناتروب وريكيرت...الخ) يَعْدلون قليلا عن البرهنة على صدق معرفتنا ليركزوا بكيفية لافتة على البرهنة على إمكان قيام معرفة علمية موضوعية وصادقة على أساس مبادئ متعالية قبلية (aprioristic transcendental principles) غير مطعون فيها. في المذهب المثالي الذي طوره فيخته وهيجل كان الهدف البرهنةَ على صدق معرفتنا استنادا إلى شيء يقترب من البداهة التأملية الذاتية التي يمليها العقل (self-reflection of Reason). في المذهب الظاهري الذي صاغه هوسيرل كان الهدف الرئيس المنشود يتصل بتأسيس المعرفة كلها على سند هو اليقين غير المطعون فيه الذي يمليه الحدس الخالص( certainity of pure intuition). في المذهب التجريبي المنطقي، خصوصا كما يلوح ذلك من كتابات كارنب الأولى، كان الهدف هدفين مترابطين: الأول، استنباط المعرفة غير التجريبية كلها (أي الرياضيات والمنطق) من الحقائق التحليلية (analytical truths) غير المطعون فيها، والثاني تفسير ما يمكن تفسيره من المعرفة التجريبية استنادا إلى حدود اللغة الظاهرية، أي لغة معطيات الحس المباشرة" (ص. 132).

Sas, P. J (1999) « Plugging the Leaks in Neurath’s Ship : A Defence of Naturalistic Epistemology » in Journal for General Philosophy of Science. 30: 131-153, p. 132.

ليست هناك تعليقات: